Selasa, 08 November 2011

Tafsir Ibadah...




تفسير العبادة
العبادة في اللغة معناها: التذلل والخضوع، يقال: طريق معبد أي مذلل.
وفي الشرع، معنى العبادة- كما قال شيخ الإسلام- هي: طاعة الله، بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل.
وقال أيضاً: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه اللّه ويرضاه من الأعمال والأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. ا هـ.
فعلى المسلم أن يفرد ربه بجميع أنواع العبادات، مخلصاً لله فيها، وأن يأتي بها على الوجه الذي سنه رسول الله قولاً أو عملاً. ليس له اختيار في زيادتها ولا نقصها.
شمول العبادة للأنواع الآتية
واعلم أن العبادة تشمل الصلاة، والطواف، والحج، والصوم، والنذر، والاعتكاف، والذبح، والسجود، والركوع، والخوف والرهبة، والرغبة، والدعاء، والتوكل، والاستغاثة، والرجاء.. إلى غير ذلك من أنواع العبادات التي شرعها الله في قرآنه المجيد، أو شرعها رسول الله r بالسنة الصحيحة القولية أو العملية.
فمن صرف شيئاً منها لغير الله يكون مشركاً، لقوله تعالى: {  `tBur äíôtƒ yìtB «!$# $·g»s9Î) tyz#uä Ÿw z`»ydöç/ ¼çms9 ¾ÏmÎ/ $yJ¯RÎ*sù ¼çmç/$|¡Ïm yZÏã ÿ¾ÏmÎn/u 4 ¼çm¯RÎ) Ÿw ßxÎ=øÿムtbrãÏÿ»s3ø9$# ÇÊÊÐÈ } ([1]) .
وقوله: {  ¨br&ur yÉf»|¡yJø9$# ¬! Ÿxsù (#qããôs? yìtB «!$# #Ytnr& ÇÊÑÈ } ([2]) .
"فأحد" جاءت نكرة في سياق النهي، تعم كل مخلوق، رسولاً كان أو ملكاً أو صالحاً.

أوّل حدوث الشرك:
إذا ثبت هذا، فاعلم أن أول ما حدث الشرك في قوم نوح، ولما أرسل الله إليهم نوحاً يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة تلك الأصنام، عاندوا وأصروا على شركهم، وقابلوا نوحاً بالكفر والتكذيب. وقالوا- كما في القرآن الكريم: {  Ÿw ¨bâxs? ö/ä3tGygÏ9#uä Ÿwur ¨bâxs? #tŠur Ÿwur %Yæ#uqß Ÿwur šWqäótƒ s-qãètƒur #ZŽô£nSur ÇËÌÈ } ([3]).
في الصحيح عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- في هذه الآية، قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، لمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا في مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، أي صوروهم على صور أولئك الصالحين وسموها بأسمائهم ففعلوا، ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت.
قال الحافظ ابن القيم - رحمه الله-: قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
سبب الشرك الغلو في الصالحين
ومن هنا نعلم أن الشرك إنما حدث في بني آدم بسبب الغلو في الصالحين.
ومعنى الغلو: زيادة التعظيم بالقول والاعتقاد، ولهذا قال الله تعالى: {  Ÿ@÷dr'¯»tƒ É=»tGÅ6ø9$# Ÿw (#qè=øós? Îû öNà6ÏZƒÏŠ Ÿwur (#qä9qà)s? n?tã «!$# žwÎ) ¨,ysø9$# 4 $yJ¯RÎ) ßxŠÅ¡yJø9$# Ó|¤ŠÏã ßûøó$# zNtƒótB Ú^qÞu «!$# ÿ¼çmçFyJÎ=Ÿ2ur } ([4]) .
أي لا تفرطوا في تعظيمه حتى ترفعوه عن منزلته التي أنزله الله، فتنزلوه المنزلة التي لا تنبغىِ إلّا لله.
والخطاب وإن كان لأهل الكتاب، فإنه عام يتناول جميع الأمة، تحذيرا لهم أن يفعلوا بنبيهم، مثلما فعلت النصارى بعيسى واليهود بعزير.
ولهذا ورد في الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله كل قال: {  لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبدُ الله ورسوله } ([5]).
أي لا تتجاوزوا الحد في مدحي، فتنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله بها، كما غلت النصارى في عيسى فادعوا فيه الألوهية. وإنما أنا عبد اللهّ ورسوله، فصفوني كما وصفني ربىِ.
ولكن أبَى الجاهلون والمخرفون إلا مخالفة أمر رسول الله، وارتكاب نهيه، فناقضوه أعظم مناقضة، وضاهئوا النصارى في غلوهم وشركهم، وبنوا القباب والمساجد على أضرحة الأولياء والصالحين، وصلوا فيها- وإن كان لله لكن بقصد التعظيم للمقبورين، وطافوا بقبورهم، واستغاثوا ربهم في كشف الملمات وقضاء الحاجات، ورأوا أن الصلاة في أضرحة الأولياء أفضل من الصلاة في المساجد.
وقد ورد في الحديث الشريف عن عائشة، عن النبي r قالت: { لما نُزِل برسول الله r طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال- وهو كذلك. لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يُحذّر ما صنعوا: ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً } ([6]) أخرجه الشيخان.
وجرى منهم الغلو في الشِّعر والنثر ما يطول عَدُّه، حتى جوزوا الاستغاثة بالرسول وسائر الصالحين، في كل ما يستغاث فيه بالله، ونسبوا إليه علم الغيب!! حتى قال بعض الغلاة: لم يفارق الرسول الدنيا حتى علم ما كان وما يكون!!، وخالفوا صريح القرآن: {  * ¼çnyYÏãur ßxÏ?$xÿtB É=øtóø9$# Ÿw !$ygßJn=÷ètƒ žwÎ) uqèd 4 } ([7]) وقال تعالى: {  ¨bÎ) ©!$# ¼çnyYÏã ãNù=Ïæ Ïptã$¡¡9$# Ú^Íit\ãƒur y]øtóø9$# ÞOn=÷ètƒur $tB Îû ÏQ%tnöF{$# ( $tBur Íôs? Ó§øÿtR #sŒ$¨B Ü=Å¡ò6s? #Yxî ( $tBur Íôs? 6§øÿtR Ädr'Î/ <Úör& ßNqßJs? 4 ¨bÎ) ©!$# íOŠÎ=tæ 7ŽÎ6yz ÇÌÍÈ } ([8]) .
وقال تعالى مخبراً عن رسوله: {  öqs9ur àMZä. ãNn=ôãr& |=øtóø9$# ßN÷ŽsYò6tGó]w z`ÏB ÎŽöyø9$# $tBur zÓÍ_¡¡tB âäþq¡9$# 4 } ([9]) وقال: {  @è% žw ÞOn=÷ètƒ `tB Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur |=øtóø9$# žwÎ) ª!$# 4 } ([10]) .
وإذ علمتم أن الشرك حدث بسبب الغلو في الصالحين، وأنه إنما جاءت الرسل من أولهم إلى آخرهم يدعون العباد إلى إفراد الله بالعبادة، لا إلى إثبات أنه خلقهم ونحوه، إذ هم مقرون بذلك كما قررناه وكررناه. [وإن كان ذلك أيضاً جزءا من التوحيد].
ولذا قالوا: {  $uZoK÷¥Å_r& yç7÷èuZÏ9 ©!$# ¼çnyômur uxtRur $tB tb%Ÿ2 ßç7÷ètƒ $tRät!$t/#uä ( } ([11]) أي لنفرده بالعبادة ونخصه بها من دون أوليائنا.



([1]) سورة المؤمنون آية: 117.
([2]) سورة الجن آية: 18.
([3]) سورة نوح آية: 23.
([4]) سورة النساء آية: 171.
([5]) البخاري أحاديث الأنبياء (3261).
([6]) البخاري الصلاة (425) ، مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531) ، النسائي المساجد (703) ، أحمد (6/146) ، الدارمي الصلاة (1403).
([7]) سورة الأنعام آية: 59.
([8]) سورة لقمان آية: 34.
([9]) سورة الأعراف آية: 188.
([10]) سورة النمل آية: 65.
([11]) سورة الأعراف آية: 70.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Please Uktub Your Ro'yi Here...